انتقد الشيخ خالد الجدي في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" في منزله بحي المهندسين موقف الأزهريين منه، مؤكدا أنه "أزهري" رغم أنف الجميع، وأن هذا سيكون اسم قناته الفضائية التي ستنطلق في أول رمضان المقبل، وأنه سيكون بالمرصاد لمن يقف في طريق نجاح هذه القناة.
وصرح أنه انضمامه لعضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية كان بناء على قرار وزاري، رغم مهاجمة علماء الأزهر له، الذين توعدهم الجندي قائلا: "أنا لهم بالمرصاد وسأقوم بتحطيم الأوثان التي تحول بيننا وبين التقدم، لقد ولدت لكي أكون رجلا، والرجولة في نظري هي التحدي والإصرار ولن يهدأ لي بال حتى أحقق هدفي في الحياة".
وقال إنه يعمل الآن على إعداد برامج القناة الجديدة "أزهري" للبث وقام بتحديد الهيكل الإداري، حيث سيكون رئيس القناة الدكتور سالم عبد الجليل وكيل أول وزارة الأوقاف، والذي سيكون مسئولا عن تدريب وإعداد كوادر الدعاة الذين سيظهرون في هذه القناة واختيارهم بنفسه بعد عرضهم على الشيخ خالد الجندي، وسيقوم أيضا بتقديم برنامج يوميا للفتوى، يعلن فيه عن الفتاوى التي أصدرها مجمع البحوث الإسلامية ودار الفتوى في الأزهر الشريف.
كما سيقدم الدكتور محمد سيد طنطاوي حديثا يوميا مدته عشر دقائق يقوم فيه كل يوم بشرح آية من آيات القرآن، وكذلك الدكتور محمود حمدي زقزوق الذي سيقدم حديثا أسبوعيا عن الفكر الإسلامي، والدكتور أحمد عمر هاشم الذي سيقوم في حديث يومي بشرح البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وغيرهم من أئمة الحديث.
وقال الجندي أن القناة الجديدة سوف تشهد وجوها نسائية حيث تم الاتفاق مع الدكتورة عبلة الكحلاوي لتقديم برنامج اسمه "قوارير"، وهو برنامج مخصص للمرأة، هذا بالإضافة إلى الاتفاق مع بعض المذيعات التي يجري اختيارهن، مشيرا إلى أنهن لابد أن يكن محجبات.
واضاف : " ولكني لا أفضل التعاون مع الدكتورة سعاد صالح في القناة لأني لا أحب طريقتها في الدعوة".
وفجر الداعية خالد الجندي مفاجأة في حواره حيث اعترف أنه تزوج من سيدة مسيحية، وقال: "نعم تزوجت من مسيحية والإسلام يسمح لي بذلك".
وتابع: "وبخصوص تعليم أولادي في مدارس قبطية، فإذا كان الإسلام قد سمح لي بأن أأتمن السيدة المسيحية على عرضي ومالي وبيتي فهل يعقل ألا أأتمنها مدرسة لأولادي، فهذا تناقض شديد وكل الدول العربية تعلم أولادها في مدارس غربية وأنا أريد لابنتي أن تتعلما اللغات والحمد لله هما تتقنان الإنجليزية والفرنسية".
وأكد الجندي أنه طالب الدولة بتخصيص مساحة من الأرض لبناء الكنائس أسوة بالمساجد، قائلا: "كما نطالب الغرب بالسماح لنا بإقامة مساجد لابد أن نسمح بإقامة كنائس، وهذا عين ما فعله عمرو بن العاص. فعندما فتح مصر وجد كنائس ولم يقم بهدمها، ومن يرتعد من بناء الكنائس ليس لديه رؤية دينيه صحيحة فالله سبحانه وتعالي يقول "ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا»، فالله يأمر بحماية المساجد والكنائس والمعابد وكل بيوت العبادة وهذا ما علمنا إياه الإسلام".
وعن حادث حرق بيوت بعض أتباع الفرقة البهائية، قال الجندي: "أنا ضد إحراق البيوت وهذه أفعال لا يسمح بها، ولكن هذا الرجل الذي أعلن أنه بهائي بعدما عمل إمام مسجد لسنوات خانته الحكمة، وما كان عليه أن يستفز الناس، فليته صمت أو ترك تلك البلدة وقام بالهجرة".
وأضاف: "الإعلام يضخم الأمور ولكن نحن في بلد به 80 مليون نسمة، فمن الطبيعي أن يكون بها الملحد والمسلم والمسيحي والبهائي، والتعددية أمر يعرفه ويعترف به الإسلام، وإهدار الدم لا يجوز إلا من قبل ولي الأمر، حتى في الثأر فلو أن أحدا قتل أبي ليس من حقي أن أقوم بقتله فهذه مهمة القاضي أو ولي الأمر".
وقال الجندي في حواره إن التعليم الأزهري يحتاج إلى التطوير، وأننا لا نحتاج مزيدا من الشيوخ، ولكن العالم يحتاج إلى دعاة دين مستنيرين يتقنون اللغات كي تستطيعوا الاطلاع والانفتاح على الثقافات الأخرى. فهذا أمر ملح ينقص التعليم الأزهري.
وأشار إلى أن: "هناك عوامل خارجية وداخلية أدت إلى تدهور أداء المؤسسة الدينية (الأزهر) الخارجية هي الوضع الاقتصادي الذي أثر على مستوى خريج الأزهر الذي يتقاضى راتبا ضئيلا لا يتناسب مع احتياجاته المعيشية، ما يجعله ينصرف لأعمال أخرى بجوار عمله كخطيب مسجد أو كإمام".
واعتبر خالد الجندي أن المنبر لم يعد هو وسيلة الدعوة، فالمسجد مكان ضيق يحضره عدد قليل جدا بالنسبة للمنابر التي استجدت على الساحة الدعوية كالفضائيات والإنترنت، وقد نجحت التيارات الأخرى في استغلالها باحتراف.
واختتم الشيخ خالد الجندي حواره بقوله: "إن المسلمون هم أخطر ما يمكن أن يواجه الإسلام، لأنهم يظلمونه بالتواكل والخوض في الغيبيات وبالتناحر فيما بينهم".