قدمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعازيها للرئيس مبارك خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة الدول ال 8 في إيطاليا على مقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني داخل قاعة محكمة في مدينة دريسدن الألمانية طعناً بسكين متطرف يميني ألماني .
في السياق ذاته استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الألماني في طهران وأبلغته احتجاجها على مقتل مروة محملةً الحكومة الألمانية المسؤولية عن أمن الأقلية المسلمة في أراضيها .
في سياق متصل قال رئيس نيابة مدينة دريسدن الألمانية كريستيان أفيناريوس إنه من المقرر توجيه تهمة القتل العمل لقاتل الدكتورة مروة الشربينى وعقوبتها السجن المؤبد مؤكدا أن القانون الألماني يطبق بسواسية على المواطنين والأجانب في نفس الوقت طبقا لدستور جمهورية ألمانيا الاتحادية.
من ناحيته عبّر "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، عن قلقه الشديد إزاء مؤشرات قال إنه رصدها على مرّ الأسابيع والشهور الماضية، من "تنامي العنف المادي واللفظي، وحملات التحريض والكراهية، التي تستهدف المسلمين في بعض البلدان الأوروبية، وبشكل يأخذ طابعاً عنصرياً انتقائياً".
وقال الاتحاد الذي يضمّ في عضويته مؤسسات وتجمعات كبرى للمسلمين في عموم القارة الأوروبية، في بيان صادر عنه "توالت مؤخراً وقائع مؤسِفة تنوّعت صورها؛ من الاعتداءات العنيفة والتهديدات بحق أشخاص مسلمين، ومسلمات يرتدين غطاء الرأس، وكذلك بحق مساجد ومؤسسات ومنشآت إسلامية؛ إلى ممارسات العبث والتدنيس بحق مقابر إسلامية وتشويه أضرحتها بعبارات عنصرية مسيئة لحرمة الموتى ومهينة لكرامتهم".
وأوضح البيان الصادر في بروكسل، أنّ "الجريمة المروِّعة الأخيرة التي وقعت داخل محكمة بمدينة درسدن الألمانية هذا الشهر، بحق أسرة مسلمة، سلّطت الأضواء على نمط من العنف المادي واللفظي، تشهده بعض الدول الأوروبية بشكل لافت للانتباه، يهدِّد سلامة الأشخاص وأمنهم على خلفية عنصرية انتقائية. فالحادثة البشعة، التي تمثلت بالطعن المتكرِّر حتى الموت لامرأة مسلمة ترتدي غطاء الرأس، وإلحاق ذلك بطعنات بحقِّ زوجها، مع ترديد المعتدي عبارات مسيئة للإسلام ومهينة للمسلمات والمسلمين؛ ينبغي أن تُنبّه الجميع إلى مسؤولياتهم وأدوارهم إزاء هذا النموذج من العنف والكراهية الذي لا يبدو معزولاً بكل أسف".
ولفت "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" الانتباه إلى أنّ "هذه الوقائع المثيرة للقلق، والتي وثّقتها أيضاً عدد من التقارير المستقلة؛ تتغذّى من حمّى التطرّف التي يعبّر عنها، وبشكل غير مسؤول، بعض السياسيين والشخصيات العامّة". وتابع الاتحاد في بيانه قائلاً إنّ "هذه الموجة تتأجّج عبر خطاب الكراهية الذي يتمادى فيه بعض المتحدثين، أو الذي تعبِّر عنه بعض المنابر الإعلامية التي تحتفي بالإسلاموفوبيا (الخوف المرضي من الإسلام)".
ومضى البيان إلى القول "من المثير للقلق؛ أنّ النبرة التحريضية ضد المسلمين باتت مسموعة في بعض المواسم الانتخابية، كما جرى في سياق الانتخابات الأوروبية الأخيرة، عندما سعت بعض الأحزاب ومرشحيها لإيجاد استقطابات حادة داخل الجمهور وشحن الأجواء، طمعاً في تحقيق مكاسب انتخابية عبر الخصام وشق صفوف المجتمع الواحد، بما في ذلك محاولة إثارة الهلع من المسلمين والتلويح بإحراق نسخ القرآن الكريم (المصحف الشريف)"، محذراً من أنّ ذلك "يتعارض مع منظومة القيم الأوروبية التي تعتبر التنوع العرقي والديني والثقافي عوامل إثراء وليس تهديداً"، حسب تعبيره.
وإزاء ذلك؛ شجب "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، وبشدة، "كافة صور العنف والتحريض والإساءة، أيّاً كان مصدرها أو المستهدفون بها".
وتابع البيان "إنّ الاتحاد وهو يستشعر بألم، معاناة الضحايا وذويهم، الذين استهدفتهم اعتداءات مادية ولفظية مؤخراً، أو أولئك الذين تمّ المسّ بمشاعرهم من خلال وقائع الإهانة والتشويه؛ يؤكد بالمقابل أنّ هذه الممارسات المروِّعة؛ تقتضي تبصرة العقول؛ لا شحن النفوس. فالردّ على التشويه والتحامل إنما يكون بتعزيز التفاهم وتوعية الجمهور، وتشجيع التضامن بين مكوِّنات المجتمع"، وفق تأكيده.
وحثّ الاتحاد على "التمسّك بدولة القانون ومسؤولياتها إزاء أية جرائم أو انتهاكات أو اعتداءات مادية أو لفظية". وذكر، بالمقابل، بما سمّاه "الدور المُنتظَر من المسؤولين وصانعي القرار في شتى المستويات في هذا الشأن. ولا شكّ أنّ قادة الرأي، من مثقفين ورجال دين وإعلاميين وفنانين ورياضيين، بوسعهم المساهمة بشكل حاسم في تقويض موجات الكراهية تلك، التي تستهدف في الواقع الوفاق المجتمعي ككلّ".
ورأى الاتحاد "أنّ الوقائع الأخيرة المؤسفة، كفيلة بأن تحثّ العقلاء وتستنهض الحكماء في المجتمع الواحد، من المؤسّسات والتجمّعات ورجال الدين وقوى المجتمع المدني والمسؤولين والأفراد؛ كي يساهم الجميع بشجاعة وبشكل مشترك في قطع الطريق بشكل واضح وصريح، على المتربصين بثقافة الوفاق والساعين إلى الخصام والشقاق".
وخلص البيان إلى القول "ينبغي أن تتعزّز الجهود الرامية لتشجيع التضامن المجتمعي المتبادل والتماسك في وجه التعصب والإساءات، مع التوجّه المُخلِص لمعالجة جذور الكراهية التي لا ينبغي التساهل معها"، كما ورد فيه.
المصادر: القدس العربي، راديو اسرائيل ، الشرق القطرية